الأحد، 4 سبتمبر 2022

التعاون والتنسيق «يفككان» ازدواجية الأندية الأدبية والجمعيات

لا تزال ظاهرة التنافر بين المؤسستين الثقافيتين تأخذ مساحة مهمة من اهتمامات الأدباء والمثقفين، فقد عرف في الوسط الأدبي والثقافي في المنطقة الشرقية أن هناك ازدواجية وتداخل في مهام وأنشطة المؤسسات الأدبية والثقافية ممثلة في النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون ويقر بذلك رئيسي المؤسستين وجمع من المثقفين والأدباء حيث لا يخفى على أحد هذا التنافر، كأننا نتعامل مع فضاءات متوازية تسير في اتجاه واحد بسرعات مختلفة، 
وفي الواقع هذا ما يترتب عليه تعطيل مسار التنمية ورؤية المملكة 2030، وهدر مادي وبشري، هذه الازدواجية تعد أرضا خصبة للارتجال غير المفيد، ويضاف إليها تشابه في التخصصات واللجان المنبثقة منها، فحل معادلة من متغيرين أمسى اليوم معادلة من خمس متغيرات على الأقل. 

إن التداخل بين المؤسستين يدلل على أن هنالك إجراءً لم يأخذ حقه في التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية، فما بالك بالتنفيذ، بل أضف إلى هذه المعادلة الصعبة عامل إنشاء هيئات موازية، الهدف منها دفع عملية الأدب والثقافة في المجتمع، ونحن الآن نتعامل مع تداخل في مهام المؤسسات الأدبية والثقافية بعضها وبعض من جهة، وبعض الهيئات من جهة أخرى، كهيئة الموسيقى، وهيئة الأفلام، وهيئة السينما، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة الفنون.. الخ.  

لهذا يحدث صعوبة في التعامل مع هذه الجهات حيث عدم وضوح المهام والمعايير الإجرائية، يبنى عليها بعدئذ اللجوء للعمل عبر العلاقات الشخصية – وحب الخشوم – في التعامل مع هذه الأنشطة والفعاليات، مما يعقد الحالة إلى أضعاف، خصوصًا مع الجيل الجديد الذي يُظهر بين يوم وآخر مبادرات شبابية وجهات تتمنى رعايته عبر مبادرات خلاقة جديرة بالدعم والإشادة والرعاية، فمع الازدواجية لا يكون هناك جهة في مقدورها أن تتبنى المبادرات الشبابية الطموحة ذات الأسقف العالية، فيما لا يزال بعض المسؤولين ينظر إلى مسافة متواضعة.

التغطيات الإعلامية الحالية لفعاليات المؤسسات الأدبية والثقافية التي يرتضيها ويطمئن لها المسؤولين ويظن أن القطار يسير في المسار الصحيح، في الحقيقة هذا لا تخدم الفئات الشبابية بل يعيده إلى الخلف دور.

ما المانع بأن تتعاون هاتين المؤسستين – كما يرجوه الجميع - فيما بينها بدل القطيعة الطويلة التي باتت تتعمق جذورها وكل يحامي عن رعيته بدافع شخصي وليس لمصلحة المجتمع. ما المانع من التكامل والتنسيق فيما بين هاتين المؤسستين وتوزيع المهام، والالتفات لمصلحة الآخر بنية سليمة صافية قبل أي مصلحة أخرى، حتى لا نرى على أرض الواقع من يعدها من ضمن ممتلكاته الشخصية. ما المانع أن تتعاضد الجهود في المجال الواحد بين المؤسستين والتنسيق بين لجانها ومسؤوليها في فضاء واحد، عوضًا عن السير في فضاءات متوازية.

يرى المهتمين أن وزارة الإعلام ووزارة الثقافة تحتاجان إلى التعجيل في إنهاء الخطط الإستراتيجية لمعرفة وضع هاتين المؤسستين، نعلم أن هناك دراسات وتخطيط وهيكلة وتحديد مهام لكنها تراوح مكانها، فقد طارت الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية الأخرى، ومضوا قدماً في خطة التنمية بينما الشأن الأدبي والثقافي لا يزال يغرد خارج السرب.

شكرًا لحسن ظنكم.

سعد أحمد

*كاتب مهتم بالشأن الأدبي والثقافي 

جريدة اليوم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سعد أحمد ضيف الله الوعي يعني سمع، أي وعت أذنه صوتاً، وهو الفهم، أي المحصول الفكري الذي ينضوي عليه العقل. والواعي هو حاضر البديهة، ولديه تواص...