إن التداخل بين المؤسستين
يدلل على أن هنالك إجراءً لم يأخذ حقه في التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية،
فما بالك بالتنفيذ، بل أضف إلى هذه المعادلة الصعبة عامل إنشاء هيئات موازية،
الهدف منها دفع عملية الأدب والثقافة في المجتمع، ونحن الآن نتعامل مع تداخل في
مهام المؤسسات الأدبية والثقافية بعضها وبعض من جهة، وبعض الهيئات من جهة أخرى، كهيئة
الموسيقى، وهيئة الأفلام، وهيئة السينما، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، هيئة
الأدب والنشر والترجمة، وهيئة الفنون.. الخ.
لهذا يحدث صعوبة في
التعامل مع هذه الجهات حيث عدم وضوح المهام والمعايير الإجرائية، يبنى عليها بعدئذ
اللجوء للعمل عبر العلاقات الشخصية – وحب الخشوم – في التعامل مع هذه الأنشطة
والفعاليات، مما يعقد الحالة إلى أضعاف، خصوصًا مع الجيل الجديد الذي يُظهر بين
يوم وآخر مبادرات شبابية وجهات تتمنى رعايته عبر مبادرات خلاقة جديرة بالدعم
والإشادة والرعاية، فمع الازدواجية لا يكون هناك جهة في مقدورها أن تتبنى المبادرات
الشبابية الطموحة ذات الأسقف العالية، فيما لا يزال بعض المسؤولين ينظر إلى مسافة متواضعة.
التغطيات الإعلامية الحالية
لفعاليات المؤسسات الأدبية والثقافية التي يرتضيها ويطمئن لها المسؤولين ويظن أن
القطار يسير في المسار الصحيح، في الحقيقة هذا لا تخدم الفئات الشبابية بل يعيده
إلى الخلف دور.
ما المانع بأن تتعاون هاتين
المؤسستين – كما يرجوه الجميع - فيما بينها بدل القطيعة الطويلة التي باتت تتعمق
جذورها وكل يحامي عن رعيته بدافع شخصي وليس لمصلحة المجتمع. ما المانع من التكامل
والتنسيق فيما بين هاتين المؤسستين وتوزيع المهام، والالتفات لمصلحة الآخر بنية
سليمة صافية قبل أي مصلحة أخرى، حتى لا نرى على أرض الواقع من يعدها من ضمن
ممتلكاته الشخصية. ما المانع أن تتعاضد الجهود في المجال الواحد بين المؤسستين والتنسيق
بين لجانها ومسؤوليها في فضاء واحد، عوضًا عن السير في فضاءات متوازية.
يرى المهتمين أن وزارة
الإعلام ووزارة الثقافة تحتاجان إلى التعجيل في إنهاء الخطط الإستراتيجية لمعرفة
وضع هاتين المؤسستين، نعلم أن هناك دراسات وتخطيط وهيكلة وتحديد مهام لكنها تراوح
مكانها، فقد طارت الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية الأخرى، ومضوا قدماً في
خطة التنمية بينما الشأن الأدبي والثقافي لا يزال يغرد خارج السرب.
شكرًا لحسن ظنكم.
سعد أحمد
*كاتب مهتم بالشأن الأدبي
والثقافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق