الثلاثاء، 9 يونيو 2015

شهداء الجهل

في شهر ذي الحجة 1406هـ حطت طائرة ايرانية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، كان على متنها حجاج ايرانيون، يقصدون بيت الله الحرام، وبعلمهم أو دون علمهم كان بحوزتهم حقائب، اكتشف أن في داخلها متفجرات، كانت موضوعة في خزانة داخلية بطريقة معقدة، لا ريب أنه تخطيط لعمل ارهابي.

وفي حج 1409ه وقع انفجار كبير في أحد الطرق المؤدية إلى الحرم المكي، أيضاً في نفس الوقت حدث انفجار آخر فوق جسر قريب من الحرم، وخلف ذلك خسائر كبيرة، بشرية ومادية، كان سببه عناصر إيرانية.
وفي سنة 1434ه تم الكشف عن خلايا تجسسية إرهابية، وفيما بعد أكدت التحقيقات أن جميع هذه الخلايا كانت من صنع إيران، التي كانت دائماً تعلن التهجم، العلني والموارب، ضد السعودية حسب تصريحات متفاوتة من مسؤولين ايرانيين ومعممين شيعة.
لم يعد الأمر يتعلق بالتدابير الارهابية والتجسسية التي تستهدف المملكة، لكن إيران تريد الآن أن تصل إلى تلفيق التهم والأكاذيب للسعودية بمساندة من قوى أخرى لا تظهر في العلن، وباختصار تريد أن تبعث التهم الملفقة إلى عناصرها، في مراد استراتيجي عبثي تسعى من خلاله الى أن يصل الصدى إلى أذهان أولئك الضعفاء ليتمادوا في غيهم وزعزعة الأمن وإظهار الفوضى، وكذلك مزيد من قتل الأبرياء، كما يحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
إن ايران - وهي تتوارى خلف عناصرها المؤدلجين - تريد أولاً إهانتهم، ثم حشدهم بالتصريح المزيف والإعلام المخادع، إن لعبتها الأساسية هي اثارة الشعوب، في المقابل تستعرض من بعيد شراستها الواهية وقدراتها الهلامية.
لحسن الحظ أن كثيرا من الشيعة العرب، بدت لهم بوضوح سياسة إيران التخريبية، لا سيما تعاملها تجاه شعبها المكظوم، وبطشها في تشريعات صارمة ضد الأقليات، سواء بالسحن أو بالعقوبات المشددة.
والأدهى من ذلك الاعدامات دون قضاء منصف، وهذا يدلل على أن استيعاب الفكر الذي تنتهجه الحكومة الإيرانية صوب عناصرها الذي يقتفون أثرها ما هو إلا استيعاب عنصري جاهل، لا لقناعتهم - في كل الأحوال - بل لقصر النظر والجهل المتفشي في عقول هؤلاء عديمي الانسانية.
وللأسف هناك الكثير ممن امتطوا الجهل واتبعوا فكر العصابات والمتشدقين بالدين ظناً منهم أن ما يقومون به شهادة، فيما أولئك ليس لهم لا عرق ولا دين ولا ملة.
هذه الأحداث المؤلمة وغيرها الحزينة ربما قد تساعد على فهم شعور هؤلاء الذين يدعون أنهم شهداء، وأن الحكومة الإيرانية قد دانت لهم، فلا يكتفون بقتل الإنسان، وإنما يدمرون كل ما تركته الإنسانية وتدمير الحضارة التي وصلت إلينا.
وكما هو معلوم فإن العلم والتعلم والثقافة تمرض عندما يولد العنف، وهؤلاء البشر المهملون من التثقيف البشري هم من تعول عليهم الحكومة الإيرانية، وتختبئ خلفهم، فبهم تدمر، وبهم ترتكب أبشع الأحداث المؤسفة، التي تبدو أنها أحداث بعيدة وغير متوقفة، ومختلفة عن السياق، لكننا إذا تفحصناها جيداً فسوف نكتشف أنها تنطلق باستراتيجية سوداء وجاهلة. 

سعد أحمد ضيف الله 

سعد أحمد ضيف الله الوعي يعني سمع، أي وعت أذنه صوتاً، وهو الفهم، أي المحصول الفكري الذي ينضوي عليه العقل. والواعي هو حاضر البديهة، ولديه تواص...