يعرفها من له شأن واهتمام بخشبة المسرح، أصلها كلمة يونانية وتنقسم إلى قسمين، Mono بمعنى واحد، و Drama دراما، أي عرض الشخص الواحد، أو الوحدانية، وهو فن يقدم للجمهور من خلال فرد واحد وكذلك موضوعاته ذاتية ومأساوية، ويعود أول نص مسرحي يصنف كمونودراما مكتملة الشروط الفنية إلى الفيلسوف والمفكر الفرنسي جان جاك روسو في عام 1760م، في نص بجماليون.
هذا الفن تضائل وانحدر مستواه، يعود السبب الرئيسي لإنحداره، هو أنه جعل من الحركة الرومانسية للإنسان محور الكون مما أزعج دعاة الاجتماعية فاتجهوا للعلم الجماعي، ويعتبر بعض المسرحيين أن هذه السمات غير رائقة لأنها تفقد المسرح كثير من ألقه ووهجه الخاص. بينما انزوى دعاة تقديس الفردية في غياب الغيبيات الرمزية المنفصلة عن الواقع المعاش.
أما كتابة النص لهذا الفن الدرامي، يتميز عن غيره بأنه نص مكثف ومطول وحتى وإن احتوى على وقفات سريعة، إلا أن هذا يعود لكونها شخصية واحدة، وربما يدخل فيها تنوع في الحركات لشد المشاهد لهذه الشخصية الفردية، أو تنوع بارع في مخارج الصوت الذي من خصائصه أن يتخذ شكلاً مغايراً عن الشكل المسرحي التقليدي، ينبني على أن ما يحبك ذا بعد واحد، معتمداً على ميزة الذاكرة في هذا الحكي.
هذا الفن أخذ في الانتشار في العالم العربي، وكان من رواده في وقت مضى، المبدع عبدالعزيز الهزاع في المجال الإذاعي. والآن عدنا نراه منتشراً، وعلى وجه الخصوص، في الجامعات والكليات، والتجمعات الطلابية، وربما لعودته سبب آخر غير ما هو متعارف عليه أكاديمياً، وهو عدم وجود طاقم فني متكامل يجنح بعمل موحد يستلزم الحضور على خشبة المسرح بشكل يومي، وإدارة فرقة كاملة، في أغلب وقتها لا يكتمل أعضاءها. وإن التزم الطاقم بحضور البروفات فسيصعب عليه الانتقال مع العروض في أماكن مختلفة، بسبب عدم التفرغ طوال العام في عمل جماعي. أو ربما أن وجه المقارنة ما بين ما هو فردي وما هو جماعي هو محاولة للخلاص من كثرة الآراء وربما عدم الانسجام مع المجموعة.
سعد أحمد ضيف الله